غرس القيم
بناء القيم المستهدفة وتأصيلها وإكسابها للطالب عن طريق تغيير سلوكه وإكسابه مفاهيم وتعديل اتجاهاته
إن النتيجة الطبيعية للنجاح في المرحلة الأولى ( توثيق العلاقة ) هي السعي للتأثير الاجابى في الطالب وذلك عن طريق :-
1- إكسابه المفاهيم :-
قد يحتاج الطالب إلى بعض المعلومات والمعارف والتي تساعده في الارتقاء بنفسه
سواء على المستوى الايمانى أو العملي، وهذا الأمر لا يحتاج إلى مجهود كبير ووسائله سهلة
ومتعددة ولكن المهم هو عدم إرهاق الطالب بالعديد من المعارف التي لا يحتاجها ولكن المهم
هو التركيز على القيم المستهدفة وخدمتها بالمعارف التي يتم إكسابها للطالب .
2- تعديل الاتجاهات :-
لكل شخص قناعات معينة تراكمت أو تكونت على مسار حياته بناء على الظروف المحيطة به من حيث البيئة التي نشأ فيها وأسلوب التربية الذي تلقاه، ونهتم هنا بتعديل القناعات السلبية ومعالجتها مع مراعاة أن الأساس هنا هو مخاطبة الوجدان والمشاعر فليت المشكلة معرفية ولكن المشكلة تتعلق بالوجدان، والسبيل الأساسي في تعديل هذه الاتجاهات هو الطرق على الجانب الوجداني وذلك عن طريق التأصيل الشرعي أو ضرب الأمثلة أو عرض تجارب السابقين .
3- تغير السلوك :-
لكل شخص بعض السلوكيات الايجابية وأخرى سلبية ونعنى هنا في هذه المرحلة بملاحظة واكتشاف السلوكيات السلبية والسيئة في الطالب أو المجتمع المدرسي وتغييرها تدريجيا حتى يصل به إلى المستوى المطلوب من السلوكيات الايجابية الأساسية والتي نأمل توافرها في الشخص أو الفرد المعنى بالمشاركة في بناء المجتمع المنشود، وتختلف هذه السلوكيات في المدعو وخصائصه وصفاته والمهم هنا هو التركيز على السلوكيات الظاهرة الأساسية والقادمة وعدم الانشغال بالسلوكيات البسيطة والتي قد تتطلب وقتا ومجهوداً كبيرا في تغييرها.
أهمية بناء القيم في الطالب :-
من المهم هنا أن نعيد إلى الذهان الهدف الأساسي من تكوين شبكة العلاقة (الدائرة الإجتماعية ( الربط العام ) ) هو مشاركة هذه الدائرة في عملية بناء المجتمع المنشود، ونرى هنا أن هذه المشاركة تقوم بصفه أساسية على جهود أفراد، وبالتالي فإنه من المهم أن نعتني عناية شديدة بتكوين أو محاولة بناء - شخصية صالحة تفيد نفسها ومجتمعها الصورة المأمولة .
لذا نخلص إلى أهمية زرع وتأصيل بعض من القيم والتي بإكسابها أو التأكد من توافرها في الطالب نطمئن إلى أنه سوف يقوم بالدور المرجو منه للمشاركة في عملية إخراج المجتمع المنشود .
ولنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فإن أول خطوة خطاها صلى الله عليه وسلم بناء المجتمع المسلم هو زرع وتأصيل العديد من القيم والتي في حالة توافرها اطمئن صلى الله عليه وسلم من توافر العناصر الأساسية لقيام دولة إسلامية راسخة الأركان فعنايته صلى الله عليه وسلم بزرع وتأصيل روح الأخوة والترابط بين المهاجرين والأنصار وتشجيع الصحابة على بناء كيان اقتصادي بكافة جوانبه من حيث الإتقان في العمل وجودة الأداء وعرضه صلى الله عليه وسلم والاهتمام بالعلاقات الأسرية و أهمية تكوين أسرة مسلمة مع الحرص على تربية الأبناء التربية الصحيحة .
كل هذه الأمثلة والتي على سبيل المثال لا الحصر توضح لنا أهمية العناية أولاً بغرس وتأصيل العديد من القيم في الطالب وذلك حتى يستطيع القيام بدور في بناء وإصلاح المجتمع السلم .
ولنضرب مثالاً البناية المتهالكة والذي يريد صاحبها ترميمها مرة أخرى فإنه قبل أن يشرع في استخدامها أو الاستنفاع بها فيبدأ أولا بالاهتمام بالأساسات وترميمها ويحرص على أن لا يترك عمودا واحدا دون ان يشرع في ترميمه ثم ينتقل إلى ما بعد ذلك من التشطيبات وتجهيزات أخرى، فنراه لايهتم بالتشطيبات الخارجية دون الاهتمام بالترميمات الأساسية أولاً.
وهذا ما نعنيه بالاهتمام بالقيم والسلوكيات الأساسية والتي من المهم إكسابها للمدعو حتى يستطيع القيام بالدور المطلوب منه .
· مراحل اكتساب القيم :-
1- مرحلة تحضيرية :
أ- رفع واقع القيمة لدعوة الطالب من حيث المظاهر السلبية والإيجابية .
ب- تحديد مظاهر النجاح المناسبة للطالب
2- مرحلة تغيرية :
أ- إثارة الرغبة الإيجابية :-
من المهم جداً قبل البدأ في إكساب الطألب أي قيمة إثارة الوازع الداخلي في الطالب وزيادة قناعته بأهمية وإمكانية إكتساب هذه القيمة، وعندما يتولد في داخل نفس المدعو التلهف لمعرفة أي شئ عن هذه القيمة أو محاولة اكتسابها نكون قد نجحنا في إثارة رغبته وتكون هذه الإثارة والتشويق عن طريق : السؤال غير المباشر أو عرض النتائج الإيجابية والمبهرة، أو التحفيز بالتأصيل الشرعي بيان الأجر والثواب .
التعريف بمضمون القيمة وتأصيلها :-
عندما يصل الطالب إلى درجة الشوق والتلهف لمعرفة هذه القيمة وكيفية اكتسابها نبادر بتعريفه بمضمون القيمة ومن المهم الاهتمام بالتأصيل الشرعي لها، كما يجب مراعاة ضرب الأمثلة وعرض صور ايجابية واقعية حاضرة أو سابقة لهذه القيمة ونتيجة اكتسابها ويتم التركيز هنا على مخاطبة القلب والوجدان والعقل حتى نطمئن على تشبع المدعو بهذه القيمة وترسيخها لديه .
ب- التطبيق العملي للقيمة :-
النتيجة الإيجابية لتعريف الطالب بالقيمة وتشبعه هي أن يمارسها بصورة عملية ويجب أن يكون ذلك بمشاركة وتوجيه الداعي وأن نوجهه وهو يمارس هذه القيمة بصورة عملية حتى تستطيع أن تقوّمه وتوجهه فهو الآن مازال في بداية الأمر ونستطيع توجيهه وتقويمه ولا تستعجل نضوج الثمار ولكن تركها وإفساح المجال لها كي تأخذ حقها (الوقت جزء من العلاج ) .
3- مرحلة تقيمية :
أ- قياس الأثر : من المهم عمل محطات للوقوف على مدى إقتراب المدعو من تحقيق مظاهر النجاح المستهدفة له من حيث التخلي عن المظاهر السلبية والتحلي بالمظاهر الإيجابية .
· وسائل إكساب القيم :-
1- القدوة العملية .
2- الترغيب الفطري (التأصيل الشرعي - عرض الصور الإيجابية الواقعية )
3- الترهيب ( بيان عاقبة التخلي من الشرع والتاريخ )
4- التوجيه العملي .
5- دعم المظاهر الايجابية للقيم المستهدفة في شخصيته وإنمائها .
6- توجيهه إلى مناخات جماعية تساعده على اكتساب القيمة .
· شروط إكساب القيم :-
من المهم حتى يستطيع المدعو أن يكتسب أي قيمه أن تتوافر أربع شروط في هذه العملية :
1- الرغبة :
فكما ذكرنا بدون وجود الدافع الداخلي لدى الطالب بالتغيير إلى الأفضل فلن تستطيع إحداث أي تغيير لديه .
2- المناخ :
من العوامل المؤثرة جداً في عملية إكساب القيم توافر مناخ وبيئة مناسبة تساعد الطالب على اكتساب هذه القيم ومن المهم هنا توفير هذه المناخات للطالب وتوجيهه إليها وإرشاده إليها حتى تساعده على التشبع بهذه القيم .(توضيح أمثلة عن المناخات وأنواعها)
3- التدرج :
أن سنة الله عز وجل في تشريعه وفي كونه التدرج فمن المهم أن نراعي هذا التدرج في عملية إكساب القيم
ولا تستعجل النتائج الايجابية الفورية والتي قد تعود على الطالب بالسلب لأنه لم يتشبع بعد بالقيمة فحتى لو تطلب الأمر منا وقتا كبيراً فلا نستعجل ولابد أن نراعي التدرج والمرحلية .
4- الاستمرار :
مداومة بتوجيهه والاتصال الفعال بالطالب ومراعاة تمسكه بالقيمة وتشبعه بها وممارسته لها بالصورة السليمة من الأمور المهمة والتي تساعد الطالب
على الارتقاء نحو الأفضل دائماً .
· القيم المستهدفة :- أولاً : القيم الإيمانية المتصلة بعلاقة الطالب بربه :-
من المهم جداً الاهتمام بالقيم الإيمانية والتي هي المحرك والدافع الأساسي للطالب لاستكمال باقي القيم، فعندما نصل بالطالب إلى المستوى الذي يجعله يراقب الله عز وجل في السر والعلن في كل حركاته وسكناته ويستشعر معية الله عز وجل نرى المردود الإيجابي الملازم لهذه العلاقة القوية بينه وبين ربه والذي يتمثل في الحرص على استكمال جوانب النقص والتقصير الموجودة فيه.
- " إن أول ما نهتم به في دعوتنا ، وأهم ما نعول عليها في نمائها وظهورها وانتشارها هذه اليقظة الروحية المرتجلة فنحن نريد أول ما نريد يقظة الروح ، حياة القلوب صحوة حقيقية في الوجدان والمشاعر ، نحن نريد نفوساً حية قوية فتية ، قلوبا جديدة خفاقة مشاعر غيورة ملتهبة متأججة أرواحاً طموحة متطلعة متوئبة تتخيل مثلا عليا وأهدافاً سامية لتسمو نحوها وتتطلع إليها ثم تصل إليها " دعوتنا في طور جديد
ونضرب مثالاً للقيم الإيمانية :-
الصلاة
بر الوالدين
1- حب الله وخشيته والخوف من معصيته .
2- الرضا والتسليم بقيم الإسلام وأحكامه كمرجعية والاحتكام إليه في كل شئون الحياة .
3- تأدية العبادات الأساسية التي يبنى عليها صحة الإسلام .
ثانياً: القيم الأساسية للشخصية الإنسانية :-
- " أن الرجل سر حياة الأمم ونهضتها ، وأن تاريخ الأمم جميعاً أنما هي تاريخ من ظهر من الرجال النابغين الأقوياء النفوس والإرادات وأن قوة الأمم أو ضعفها أنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوافر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة " رسالة
لذا نخلص علي اهمية القيم الاساسية ودورها في النهوض بالامة واصلاح المجتمع .
لكل شخصية صفات وسمات تميزه وقد نجد من بينها العديد من السمات الأساسية الإيجابية والمهم هنا هو توجيه هذه السمات الأساسية واستكمالها وإبراز الجوانب الإيجابية فيها وربطها بالجانب الإيماني وتأصيلها حتى يكون الدافع والمحرك الأساسي لهذه السمات هو الدافع الإيماني، ونضرب أيضاً مثالاً للقيم الأساسية بـ :-
1. الإتقان.
2- الحرص على الوقت .
3- الصدق .
4- الأمانة .
5 - الحياء
6- الكرم .
ثالثاً : القيم المتصلة بعلاقة المدعو مع المجتمع :- [التوظيف]
ان من عوامل واسباب هلاك الامم ترك والتخلي عن شرع الله واحكامه وحلول بعض السنن بالأمة منها :
أ- ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد حذر الرسول ص من ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجاب لكم "
ب كثرة الذنوب والمعاصي : والامة تهلك بذنوبها وان كانت قوية " فاهلكناهم بذنوبهم وانشأنا من بعدهم قرنا آخرين " الانعام 6 " فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق .
من الطبيعي أنه طالما نهدف إلى مشاركة الطالب في عملية إصلاح المجتمع المسلم فمن الضروري توافر القيم والسلوكيات التي تدعم علاقة المدعو بالمجتمع المحيط به ودعمها وتأصيلها لديه حتى يستطيع القيام بهذا الدور على أكمل وجه فلنتخيل شخص ما توافرت لديه القيم الإيمانية السابقة وكذلك القيم الأساسية ولكن علاقته بالمجتمع علاقة ضعيفة فلن يكون له تأثير فاعل وبالتالي فمن المهم الاهتمام بهذه القيم والمتمثلة في :-
1- حب الإصلاح ونصرة الدين
2- الإيجابية والمبادرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . .
3- فعل الخير والتكامل و إيثار المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .
4 . حقوق الجار .
5- العدل .
أولاً : القيم الإيمانية المتصلة بعلاقة الطالب بربه :-
1- حب الله وخشيته وال
وإن للمحبة جهات ومناحي نود تأصيلها في الطالب وكلها لله سبحانه وفي الله سبحانه مثل
1- استشعار محبة الله عز وجل له وشواهد هذه المحبة من نعم ورحمات على العباد ولمن تجب هذه المحبة "إن الله يحب التوابين ... إن الله يحب المقسطين ...... إن الله يحب المتطهرين .... إن الله يحب الذين يجاهدون في سبيله صفاً ........."
2- أهمية حب الله وخشيته والخوف من معصيته وكيف أن حبه لله عز وجل يولد لديه الإحساس المرهف تجاه ربه عز وجل وأن يتحرى ألا يقع فيما يغضبه .
3- فضل حب الله عز وجل وأثر هذه المحبة على الطالب في حياته تجاه نفسه والمجتمع "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بمثل ما أنا افترضه عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه " رواه البخاري
4- كيف ينمي الطالب علاقته بربه حتى يحبه الله عز وجل فإن يكون أحب إليه من كل شئ وما هي علامات حب الله عز وجل مثل :- أ – أحب ما يحبه الله وأبغض ما يبغضه الله .
أ- ذكر الله وقراءة القرآن ومن الذكر أدعية اليوم والليلة وأدعية الأحوال .
ب- مراقبة الله عز وجل خيفته وذلك في السراء والضراء .
ت- شكر الله على نعمه ورحماته وذلك بأداء حقها .
ث- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب .
ج- التوبة والإقلاع عن المعاصي .
· وسائل إكساب الطالب محبة الله وخشيته :-
1- دعم الطالب بالعروض التقدمية والافلام والكتيبات والمطويات والإسطونات التي تتعرض لموضوع محبة الله للعبد ومحبة العبد لله ، فضل الذكر والأذكار ، الإعجاز العلمي في القرآن .
2- توظيف المشاهد والأحداث اليومية في خدمة القيمة :-
أ- موقف الامتحان يذكره بالوقوف بين يدي الله عز وجل .
ب- مقابلة مسئول تذكره بمقام الله عز وجل .
ت- التفكر في كون الله واستشعار قدرته .
ث- النظر إلى أصحاب المعاصي وشكر الله على الهداية
3- الحرص على أذكار الأحوال وأدعية اليوم والليلة ( الداعي قدوة له ويمارس ذلك بصورة عملية )
4- زيارة المستشفيات واستشعار نعمة الله عز وجل وفضله وشكره على هذه النعم .
5- الحرص على مراقبة الله في كل التصرفات وخشية الوقوع في المعصية .
6- من الوسائل العملية والفعالة هي لفت انتباه الطالب لهذه القيمة بالقدوة العملية .
مظاهر وأثر اكتساب محبة لله وخشيته على الطالب
1) ان يجتهد في المحافظة على الفرائض والاجتهاد في النوافل قدر المستطاع .
2) أن يراقب الله عز وجل في تصرفاته وأن يحرص على ألا يغضب الله .
3) ان يقتنع بأهمية اللجوء إلى حول الله وقوته وذلك بالدعاء والتوكل عليه .
4) ان يبادر بالاستغفار وأن يجتهد في الإقلاع عن المعاصي .
5) ان يعي اهمية الرضا والتسليم بقدر الله عز وجل والإطمئنان إليه .
2- الرضا والتسليم بقيم الإسلام وأحكامه وأعرافه كمرجعيه والاحتكام إليه في كل شئون الحياة :
من المؤكد أنه إذا قويت الصلة بين المدعو وبين الله عز وجل وكان أساسها حب الله وخشيته وتعظيم قدره ومراقبته في كل الأماكن فإن النتيجة الطبيعية لهذه العلاقة المميزة هي مراعاة المدعو أن لا يغضب الله عز وجل في كل تصرفاته وحركاته وأن يحتكم إلى لشريعة الله وأن يتحرى أوامره ويجتنب ما نهى الله عنها وهنا يجب أن نؤكد على الأتي :
أ- توحيد الله عز وجل ومعنى توحيد الألوهية هو أن " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "
وأن الله المشرع وأن الحاكميه لله وحده على خلقيه فمن ارتضى شرع غير شرع الله فقد أشرك مع الله أحد وكل فرد يسأل يوم القيامة عن دوره في إقامة شريعة الله " لتنقصن عرى الإسلام عروة عروة أولها الحكم وأخرها الصلاة " ويرفع عن الفرد أثم عدم تطبيق شرع الله سعيه في إتمام شريعة الله في نفسه وبيته والدعوة إلى إقامتها في المجتمع .
· مظاهر اكتساب المدعو هذه القيمة :-
1. أن يحتكم في تصرفاته وأحواله للشرع وليتحرى السؤال عن حكم الشرع فيها .
2. أن يعتز بإسلامه ويحرص على المظاهر الإسلامية قدر المستطاع ( حمل المصحف – الحجاب- الصلاة في المسجد )
3. أن يبادر بدعوة غيره للإحتكام إلى الشرع أو السؤال عن حكم الشرع في جميع نواحي الحياة .
4. ان يتبنى المنهج الاسلامي بشموله في حياته العملية
ثانياً: القيم الأساسية للشخصية الإنسانية :-
1- الإخلاص في العمل ( الإتقان) :
إن الأزمة أو الأزمات التي تعاني منها مجتمعاتنا في الحقيقة أزمة قلوب وضمائر ومهما جمعنا من أموال وأقمنا من مؤسسات دون أن يوجد الضمير وتصلح القلوب فلن تحل هذه الأزمات ولن يتحقق أي إصلاح ولن تجدي القوانين مهما كثرت أو إشتدت في تقويم الحال أو إنضباطه مالم يوجد الضمير بجانب القانون الرباني الذي شرعه الله احكم الحاكمين والعليم الخبير بخلقه لذا من القيم الأساسية التي سنتناولها مع الطالب هذه القيمة العظيمة وذلك بتناول الأتي :
1. توضيح مفهوم الاخلاص الإتقان و جوانبه وصوره
2. بيان أهمية الإخلاص وعواقب التخلي عنه على المستوى الفرد والبيت والمجتمع وكيف أن الإخلاص من العوامل المهمة في نهضة الأمة وإصلاح المجتمع وكيف أن الإسلام نهى عن الغش وعدم أداء الأعمال كما ينغي .
3. فضل الإخلاص والثواب العظيم لمن يتقن في عمله وكيف أن الرسول حث عليه " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " رواه البيهقي وكيف أن الرسول بين أن من أدى العمل كما ينبغي وإجتهد فيه وأتقن في أداءه غفر الله له " من يأت كالا من عمل يده بات مغفورا له " رواه الطبراني " إن الله كتب على نفسه الإحسان ...." .
4. توضيح وبيان صور الإخلاص طبقا لظروف الطالب وطبيعته عمله فنحن نريد أن ننمي في شخصية الطالب الإخلاص في كل شئ في علاقته مع ربه وفي عباداته وفي معاملاته وفي عمله ومع أهله وبيته وفي الإرتقاء بنفسه ، مع التأكيد على الإخلاص في المهنه والعمل فنحن نريد المدرس المسلم المخلص في عمله والطالب المسلم الذي يعطي دراسته الإهتمام اللائق بها والطبيب المسلم الذي يراقب الله في عمله والمحامي المسلم الذي يتحرى الحق في دفاعه عن المتهمين والموظف المسلم الذي يؤدي وظيفته على الوجه الأكمل والحرفي المسلم الذي يتم عمله في الوقت الذي يحدده وبالجوده العالية وهكذا نريد المسلم المتفوق في عمله الجاد فيه الذي يؤدي ما عليه على أكمل وجه وفي أحسن صورة .
· ووسائلنا في ذلك :-
1- توضيح وبيان التأصيل الشرعي لأهمية الإخلاص في العمل والعبادة .
2- من المهم أن يكون المعلم أو المرشد قدوة للطالب في إتقانه في كل شئ وأن يمارس ذلك بصورة عملية
3- توجيه الطالب للتميز في مجال عمله بأن يحرص على الترقي والنمو بنفسه في تخصصه .
4- دعم الطالب بالمعينات السمعية والبصرية التي تساعده في ذلك مع التأكيد على فضل الإخلاص.
5- التأكيد على أن الإخلاص في العمل وسيلة من وسائل نشر الفضيلة وتوصيل دعوة الله عز وجل .
6- التأكيد على أهمية الإلتزام بالمواعيد في العمل وعدم الإخلال بالعقود .
7- التأكيد على خطورة التسويف وأهمية إنجاز الأعمال في وقتها .
8- إثارة رغبته بالتعبد إلى الله بإخلاص في كل عمل لأنه يقع على عين الله وسمعه قبل أن يقع من البشر بمكان تقول السيدة عائشة " أنا نطيب الدرهم والدينار لأنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد المسكين "
9- توظيف أحداث الهجمة الشرسة على الأمة ببيان أن دوره الأساسي هو الاخلاص والإتقان والتميز والتفوق في دراسته وعمله .
· مظاهر إكتسابه لقيمة الإخلاص:-
1- أن يحرص أن يؤدي عمله كما ينبغي ويحرص على الإلتزام بمواعيد العمل .
2- أن يهتم بتنمية نفسه في مجال تخصصه ويطور من نفسه .
3- أن يدعو غيره إلى الإتقان في العمل ويكون قدوة في ذلك .
4- أن يلتزم في أداء العبادات على الوجه الصحيح ويتحرى الإخلاص والاتقان في أداءها .
2- الحرص على الوقت :-
جعل الله للإستفادة منه " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " الفرقان 62
وأن أكثر ما يميز الوقت أنه يمضي سريعاً وأن ما مضى منه لا يعود ولا يعوض وأنه أنفس ما يملك الإنسان لذلك قيل " الوقت هو الحياة " لأذا يجب أن نؤكد على الأتي :
1. بيان طبيعة الوقت وخصائصه وأنه من نعم الله عز وجل علينا وتوضيح خصائصه من أنه يمضي سريعاً وأنه محدود وما مضى منه لا يمكن تعويضه وأنه أغلى ما يملكه المدعو " مامن يوم ينشق فجره إلا وينادي يابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود منى فإني لا أعود إلى يوم القيامة " – ( الوقت هو الحياة ) دقات قلب المرء قاتلة له إن الحياة دقائق وثواني .
2. أهمية الحرص على الوقت وخطورة إضاعته فيما لا يفيد وكيف أن أكثر ما يميز الأمم والحضارات حفاظها على أوقتها والحرص على الوقت ولقد وجهنا الله صلى الله عليه وسلم إلى قيمة الوقت وطريقة الإنتفاع به فيما ورد عنه في كثير من الأحاديث مشيراً إلى أن المؤمن بين مخافتين عاجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقى لا يدرى ما الله قاضٍ فيه فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لأخرته ومن الشبيبة قبل الهرم ومن الحياة قبل الموت ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يوسأل عن عمره فيما أفناه وعن ..... " رواه الترمذي ويقول الله عز وجل مبينا أنه جعل الوقت للإستفادة منه " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا "الفرقان 62
ويحذر الله من الغفلة وإضاعة الوقت " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " الأعراف 179
وكان مما يقال " من علامات مقت الله إضاعة الوقت " " الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " ويقول الحسن البصري " يابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك " " الليل والنهار مطينتان فإحسنوا السير عليهما إلى الأخرة "
3. بيان كيفية الإستفادة من الوقت وتنمية الحرص عليه وذلك :-
أ- ترك ما يضيع الوقت وذلك مثل الثرثرة مع الأصدقاء أو في التلفون ومتاهة التلفاز دون هدف والجلوس في الطرقات دون هدف وغيرها من مضيعات الوقت .
ب- صرف الوقت فيما يفيد وذلك في الرياضة أو القراءة أو تلاوة القرآن وسماع الأشرطة المفيدة أو صلة الأرحام وضرورة الأهتمام بالأوقات البينية وإستغلالها الإستغلال الأمثل .
ت- أن ينظم وقته بالصلاة ويرتب وقته ومواعيده على أوقات الصلاة "وصية الإمام البنا في الإستفادة من الوقت ".
ث- الإلتزام بالمواعيد وضبطها بأن ينظم حياته ولا يتركها تسير كما تشاء هي أو كما يشاء من حوله وأهمية أن يحدد أولوياته وأن يجعل وقت لراحته وأن يؤجل ما يستحق التأجيل وكيفية إدارة النفس .
ج- مراعة فرض كل وقت على حينه وكل وقت حق مثل :- عند الآذان ترديده وعند سماع القرآن الإنصات إليه وعند نزول الضيف إكرامه وعند السحر الإستغفار وعند فساد الزمان إصلاحه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعند نداء الله ياخيل الله أركبي الجهاد وعند دخول وقت الصلاة أداؤها وعند أداء العمل إتقانه
· ووسائلنا في ذلك :-
1- التأكيد على التأصيل الشرعي والذي يؤكد على أهمية الإهتمام بالوقت والحذر من تضيعه فيما لا يفيد
2- من المهم أن يحرص المعلم على وقت الطالب ويشعره بذلك حتى ينمي لديه الشعور بالحرص على الوقت وأن يلتزم بالمواعيد معه ويكون قدوة له في ذلك .
3- إهدائه بعض المعينات والوسائل السمعية والبصرية التي تبين أهمية الوقت وفضله وكيفية الحفاظ عليه وإدارة الوقت .
4- أن يشغل المعلم الطالب بدوره والغاية التي خلق من أجلها فيعظم الإستفادة من الوقت " أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وإنكم إلينا لا ترجعون "
5- أن يتعاون المعلم والطالب في أدارتهما لوقتيهما وتنظيم الوقت وتحديد الأولويات .
· ومن المظاهر التي تدل على أن الطالب حريصاً على وقته :-
1- أن يلتزم بمواعيده ويحرص على أن يكون محدداً في إعطاء الموعد .
2- أن يكون يومه منظما وليس عشوائياً مرتبط بمواعيد الصلاة .
3- أن يستفيد من الأوقات البينية ويحرص على الإستفادة منها .
4- أن ينصح غيره بالإهتمام بالوقت وأن يبدي أسفه لمن يضيع وقته .
3- الصدق :-
دعا الإسلام إلى الصدق وجعله فضيلة من فضائله وكان الإستمساك به في كل شأن وتحريه في كل قضية والمصير إليه في كل حكم دعامة ركينة في خلق المسلم الذي هو الدعامة الأساسية في إصلاح المجتمع لذا نؤكد هنا على الأتي :-
1. بيان مفهوم الصدق وصوره: من الصدق في القول والصدق في العقيدة والصدق في النية في أعمال القلوب والصدق في العمل .
2. أهمية الصدق وخطورة الكذب على الفرد والمجتمع: وكيفية أن السلف الصالح كانوا يتلاقون على الفضائل ويتعارفون بها وإن الأولى للمجتمع المسلم صدق الحديث ودقة الأداء وضبط الكلام وقد أمر الله بالصدق في قوله تعالى : "ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " التوبة 119
ويحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم " أربع عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " رواه البخاري وبغض الإسلام ونهى عن الكذب حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كان فيه خصله منها كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ..." رواه البخاري وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم " أيكون المؤمن جباناً قال نعم قيل له أيكون المؤمن بخيلا قال : نعم قيل له أيكون المؤمن كذابا ؟ قال لا " رواه مالك .
3. بيان فضل الصدق وأنه مناجاه للعبد: فالصدق ليس طريقا إلى رضوان الله سبحانه وعظيم مثوبته فحسب بل هو طريق النجاح في الحياة وهو الصراط المستقيم الذي يهل بصاحبه إلى التوفيق في سلوكه والرشاد في سعيه وهو بذلك طريق النجاة في الدنيا والأخرة وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " تحروا الصدق وإن رأيتم أن الهلكة فيه فإن فيه النجاة " أخرجه بن أبي الذنيا وبذلك يصبح الصدق في نظر المدعو سنه من سنن النجاح في الدنيا والفلاح يوم القيامة وقانوناً من قوانين الإيمان يعكس نظرة المدعو إلى الحياة ويقول الله عز وجل : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " الحجرات 15
4. بيان مجالات الصدق وأوجهه من حيث :
أ- الصدق في القول وإن يتحرى الطالب الصدق فيما يخبر وبذلك تسير مصالح الناس في مسارها الصحيح فالصدق في القول أساس سمو المجتمع وإرتقائه وأساس صلاح أحوال الفرد. " أيكون المؤمن كذابا؟قال لا"
ب- الصدق في العقيدة وينتظم في الصدق في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقضاء والقدر إيمانا لا يتطرق إليه الشك " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " الحجرات 15 .
ت- الصدق في النيه وهو إخلاص العمل لله فلا يرانى المدعو بعمله : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " البينة 5
وفي الحديث " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى " رواه البخاري ويقول بن القيم إن الله لا يقبل العمل إلا ما كان صادقا صوابا فالصدق إخلاص النيه لله
ث- الصدق في العمل وهو أداء الأعمال كما طلبها الله فتكاليف الله ألوان من البر يجب على المؤمن أن يصدق فيها بنفعها على الوجه المشروع .
كل هذه الأنواع من الصدق نربي عليها أنفسنا والطالب فإنها تهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة " هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم " المائدة 119 .
· ووسائلنا في ذلك :-
1- الطرق على التأصيل الشرعي والتأكيد عليه وإبراز عواقب الكذب وخطورته على الفرد والمجتمع .
2- تحري الصدق في معاملة الطالب وأن لا يقع المعلم في أفة الكذب وعدم الصدق في القول والعمل .
3- إهداء الطالب الوسائل السمعية والبصرية التي تحث على الصدق وتقبح من الكذب وتنهى عنه .
4- بيان الأمثلة العملية والتجارب العملية والقصص الواقعية التى تدلل أن الصدق منجاة .
5- بيان أن من عوامل نجاح الغرب أنه يلتزم بالصدق ويتعامل معه أنه قيمة من قيم التنمية وليس من وازع ديني .
· مظاهر إكتساب الطالب قيمة الصدق :-
1- أن يتحرى الصدق في تحوله وعمله ويحرص أن لا يقع في الكذب .
2- أن يستغفر الله عز وجل إذا وقع في الكذب ويقر بذنبه .
3- أن ينصح غيره بالصدق وينشر هذه القيمة .
4- الأمانة :-
إن الإسلام يرقب من معتنقه أن يكون ذا ضمير يقظ تصان به حقوق الله وحقوق الناس وتحرس به الأعمال من دواعي التفريط والأهمال والأمانة في نظر الإسلام واسعة الدلالة وهي ترمز إلى معاني شتى مناطها جميعا شعور المرء بتبعته في كل أمر يوكل إليه وبالتالي نؤكد مع المدعو الحقائق والمفاهيم الأتية :-
1- توضيح مفهوم الأمانة وحقيقتها وأنها صفة نفسية تملي على صاحبها سلوكا لا يتبدل إزاء كل ما يعهد إليه القيام به وكل ما يلتزم ويتحمل مسئوليته .
2- أهمية الأمانة وخطورة التخلي عنها وكيف أن الله عز وجل أمر بأداء الأمانة ونهى عن الخيانة " ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون " الأنفال 27 ويقول " فليؤد الذي أؤتمن أمانته وليتق الله ربه " البقرة 283 وإن من علامات إقتراب الساعة ضياع الأمانة فقد جاء رجل يسأل رسول الله : متى تقوم الساعة ؟ فقال له : " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " رواه البخاري ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام وحج وأعتمر وقال إني مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " رواه مسلم وعن أنس قال " ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال : لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن عهد له " رواه أحمد ويذكر الله من صفات المؤمنين " والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون " المعارج 32
3- بيان أوجه الأمانة المختلفة ومجالاتها وكيف إن الأمانة في كل شئ أمر ضروري وكيف أن معاني الأمانة تشمل :
أ- حرص المدعو على أداء واجبه كاملا في العمل الذي يناط به .
ب- ومن الأمانة ألا يستغل الطالب منصبه الذي عين فيه لجر منفعه إلي شخصه ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول " رواه أبو داود
ت- ومن معاني الأمانة أن ينظر الطالب إلى حواسه التي التي أنعم الله بها عليه وإلى المواهب التي خصه الله بها وإلى ماجي من أموال ولولا فيدرك أنها ودائع الله الغالية عنده فيجب أن يسخرها في قرباته وأن يستخدمها في مرضاته .
ث- ومن معاني الأمانة أن يحفظ الطالب حقوق المجالس التي يشارك فيها فلا يدع لسانه يفش أسرار ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم إلتفت فهو أمانة " رواه أبو داود
ج- وللعلاقة الزوجية في نظر الإسلام قداسة فيما يضمه البيت من شئون العشرة بين الرجل والمرأة فلا يطلع عليه أحد مهما كان قرب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها " رواه مسلم
ح- والودائع التي تدفع للطالب ليحفظها حينا ثم يردها إلى ذويها حين يطلبونها هي من الأمانات التي سوف يسأل عنها .
خ- ومن معاني الأمانة أن الله عز وجل استخلفنا في الأرض لإقامة شرعه " أنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا "
د- أمانة الحفاظ على المنافع العامة والحق العام .
كل هذه المعاني من الأمانات يجب أن نرسخها ونأصلها في شخصية المدعو لخطورتها جميعا وأهميتها في إصلاح المجتمع، كما أن الحديث الشريف " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته " رواه البخاري يدلل هذا الحديث عن أن كل مسئول عن أمر أو ولي أمر مجموعة من المسلمين مستأمن على هذه الرعية ولسوف يسأل عنها وعن أمانته وكيف أداها .
· ووسائلنا لتنتاول هذه القيمة هي :-
1- التأصيل الشرعي وتوضيح خطورة وعاقبة التخلي عن أداء الأمانات .
2- توضيح وبيان خطورة خيانة الأمانة من الواقع العملي وكيف أن لها دور كبير في إنتشار الفساد وهلاك الأمم .
3- دعم الطالب بالمعينات السمعية والبصرية التي تتناول أهمية الأمانة – أنواع الأمانة ومجالاتها .
4- من الضروري أن يكون المعلم قدوة للطالب في أداء الأمانة والحرص على أداء الأمانات .
· مظاهر اكتساب المدعو قيمة الأمانة :-
1- أن يحرص على أداء الأمانات إلى أصحابها في موعدها ومتى طلبت منه .
2- أن يؤدي عمله بإتقان وأن يفي بالعقود ويؤديها كما اتفق عليها .
3- أن لا ينقل أو يروي حديثا على لسان أحد دون أن يتحرى الدقة في النقل .
4- أن يراعي أمانات المجالس ولا يفش اسرارها
5- الكرم :-
أن البذل والإنفاق في سبيل الله هما سبيل نجاح أى فكرة والإسلام قد هئ له رجال ضحوا بأموالهم ففتحوا آفاق رحبة للبشرية عرفت الإسلام من خلالها .
لذا لأهمية هذه القيمة الكريمة سنتناول الأتي :-
1- مفهوم الكرم ومدى علاقته بالإيمان وكيف أن الإسلام دين يقوم على البذل والإنفاق ويضيع على الشح والإمساك وكذلك حبب إلى بنيه أن تكون نفوسهم سخية وأكفهم ندية هذا وجعله الرسول صلى الله عليه وسلم الكرم من الإيمان حيث قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه " .
2- أهمية الكرم وخطورة البخل وعاقبته وكيف أن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الأمر كل حسب طاقته وإمكانياته " لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسرا يسرا " الطلاق 7 وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم البخل وذلك في حديث " ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف ولدينه " رواه الترمذي خصلتان لا تجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق " رواه البخاري لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا " .
3- فضل الكرم وجزاء السفر وعن أبي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الأخر اللهم أعط ممسكا تلفا " ويحث الرسول صلى الله عليه وسلم على التهادي لجلب المحبة " تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء " رواه الترمذي ويقول الله عز وجل " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " البقرة 274
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أجود الناس بالخير من الريع المرسلة وأنه ما سئل قط فقال : لا وكذلك صحابته رضوان الله عليهم لم يعرفوا إلا العطاء .
4- بيان أبواب الكرم ومجالاته وصوره المتعدده مثل : إكرام الضيف ، إكرام الجار ، إكرام المسكين ، إكرام أهل بيته ، إكرام دين الله ودعوته والجهاد بالمال وفضله وبيان أن نهضة الأمه تقوم على نفوس جلبت على العطاء والبذل والتضحية .
· ووسائلنا في إكساب قيمة الكرم للمدعو :-
1- التأصيل الشرعي والأيات والأحاديث التي تحث على الكرم والبذل لها دور عظيم في إكساب هذه القيمة .
2- من المهم أن يكون المعلم قدوة في بذله وعطاءه وأن يبادر بهدية الطالب حتى يشعره بفضل الكرم وأهميته .
3- ضرب الأمثلة بالصحابة والتابعين في كرمهم وجودهم على الإسلام والمسلمين .
· مظاهر إكساب قيمة الكرم :-
1- أن يحب أن يسمع سيرة الرسول والصحابة وخاصة فيما يروى عن الكرم والبذل والعطاء .
2- أن يبادر بإعطاء المساكين والمحتاج عن طيب نفس وأن يحرص على أن تكون له صدقة خفية .
3- أن يكون جوادا كريما مع ضيوفه وجيرانه وأهل بيته ومن حوله .
4- أن يدعو غيره ويحثه على الكرم والبذل والعطاء .
الإخوة في الاسلام
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا " رواه البخاري من هذا المنطلق يتضح لنا أن التكافل في المجتمع الإسلامي ليس قاصرا على التكافل المادي فحسب ولكنه يقوم على التكافل المعنوي الروحي أولاً وهو أسمى صور التكافل ولا تجده في غير المجتمعات الإسلامية .
كما أن الإسلام يدعو أفراده بالعناية بالمصالح العامة للمجتمع وتقديمها على المصالح الشخصية لذا نؤكد في هذه القيمة على بعض المعاني والمفاهيم :
1- أهمية فعل الخير والتكافل وأن يكون المسلم في عون أخيه وأثر ذلك عليه وعلى المجتمع " ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه " رواه البخاري ومسلم
2- فضل فعل الخير ومساعدة الغير " أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن كسوت عورته أو أشبعت جوعته أو قضيت له حاجة " رواه الطبراني " وأمرك بالمعروف صدقة وإماطة الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك لدلو أخيك لك صدقة " رواه الترمذي "من نفس عن مؤمن كربه من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " رواه مسلم
3- توضيح أبواب فعل الخير وأن يكون المسلم نافعا لغيره " وتسمع الأصم وتهدي الأعمى وتدل المسئول على حاجته " رواه بن حبان
4- بيان أهمية المصالح العامة وتقديمها على المصالح الخاصة وأهمية الحفاظ على المال العام والحفاظ على نظافة المجتمع والبيئة التي يعيش فيها والسعي إلى تطويرها وذلك بالمساعدة في الأعمال الخدمية في كل المجالات الصحية والبيئة والحفاظ على القواعد العامة التي تحفظ المجتمع ( المرور – الحفاظ على البيئة ) " مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً " رواه البخاري والترمذي " اماطة الأذى عن الطريق صدقة "
· وسائل اكساب القيمة :-
1- بيان الثواب العظيم والأجر الكبير لمن يفعل الخير وذلك من القرآن والسنة
2- بيان فائدة ونتيجة الحفاظ على المال العام والممتلكات العامة وأثر ذلك على المجتمع .
3- ممارسة أعمال البر والأعمال الخدمية ممارسة عملية مع المدعو حتى يكتسب مهارات العمل الخدمي .
4- مساعدته ومساندته في أى محنة أو شده حتى يستشعر أثر فعل الخير وتقديم المعونه لإخوانه .
5- توجيهه للمناخات الإيجابية والتي تساعده وتنمي لديه حب الناس وحب فعل الخير .
6- إمداده ببعض الوسائل المرئية والمسموعة والتي تحث على فعل الخير وعلى أهمية التكافل وأهمية الحفاظ على المال العام .
7- توجيهه للمشاركة في الأعمال الخدمية عن طريق الجمعيات الخدمية وجمعيات البيئة ومشاركته في حملات التبرع بالدم ودعمها .
4- الأخوة الإسلامية العامة ومناصرة قضايا الأمة :-
أن دعائم قيام المجتمع وإصلاحه تتمثل في توافر أربع دعائم هي : الأخوة والمساوة والحرية والتكافل وسنتناول هنا دعامة الأخوة والتي تتمثل في قوة الترابط بين أفراد المجتمع والتي تجعل المجتمع وحدة متماسكة. كما تتمثل في قوة الترابط بين المجتمعات الإسلامية جميعها دون النظر إلى لون أو عرق وهذا أول ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة حيث كانت بداية المجتمع المسلم بدأ بعد بناء المسجد بالمؤاخاه بين المهاجرين والأنصار .
لذا فمن المهم في تناولنا لهذه القيمة العظيمة أن نركز على :
1- توضيح معنى الأخوة في الإسلام : " إنما المؤمنين أخوة " وكيف إجتمع سلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي مع إخوانهم العرب " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه مسلم
2- بيان أهمية الأخوة وأثرها الإيجابي على المجتمع وعاقبة التخلي عنها " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم ..." آل عمران 13
3- بيان فضل الأخوة والثواب العظيم والأجر الكبير لمن يحب اخوانه ويهتم بأمرهم ويكون في عونهم ولو بالدعاء " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منا " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله .... " متفق عليه
وعن ابن عباس رض الله عنهما قال " اوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عز وجل " صحيح الجامع
4- توضيح الوسائل والطرق التي توثق روابط الحب وتقضي على أسباب البغض "تهادوا تحابوا" " ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " ويقول الله " والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " التوبة 71
5- أهمية ووسائل الإهتمام بأمن المسلمين جميعاً ومتابعة أخبارهم والدعاء لهم ومساندتهم قدر المستطاع .
6- بيان الحقوق والواجبات التي يلتزم بها كل مسلم تجاه أخوة " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " متفق عليه وواجباته تجاه إخوانه المسلمين جميعهم وهكذا يرتفع المجتمع المسلم إلى درجة عالية من التضامن والتكامل والترابط فيعمل كل فرد على تفريج ضوائق أخيه ويقف منه موقف العون والمسانده لا موقف الحقد والشماته .
· وسائل إكساب القيمة :-
1- الحرص على الوصل إلى علاقة وثيقة ومترابطة مع المدعو أولا حتى يسهل اكسابه هذه القيمة .
2- ضرب أمثلة واقعية من السيمه أو من التاريخ لمجتمعات تحققت فيها هذه الرابطة القوية المتينة مثل المجتمع النبوي ( الإخاء بين المهاجرين والأنصار ) وأثر ذلك على الإسلام والمسلمين .
3- إزالة الفكرة القومية أو الوطنية إن وجدت والتأكيد على أهمية الأخوة الإسلامية العامة مع التأكيد على أهمية الإنتماء للوطن وأن ذلك لا يتنافي مع الأخوة الإسلامية .
4- متابعة بأخبار المسلمين على مستوى العالم والحرص على أن يكتسب الشعور بأهمية معرفة أخبارهم والإهتمام بهم .
5- أهدائة بعض الوسائل المسموعة والمرئية والتي تبين أهمية الأخوة ونصرتها وأهمية الإهتمام بأمر المسلمين ونصرتهم .
6- دفعه لمناصرة قضايا الأمة بالقيام بأدوار عملية .
· المظاهر :
1- أن يقتنع بضرورة الأتي لنصرة قضايا الأمة :-
أ- التمسك بالهوية الثقافية والإسلامية في مواجهة ثقافة تقليد الغرب
ت- أهمية الإلتزام الخلقي في مواجهة الإنحلال من أجل نصرة الأمة .
ث- الإتقان والتفوق في الحياة العملية لسبيل نصرة الأمة .
ج- أن العودة إلى الله والإلتزام بشرعة أساس لنصرة الأمة .
ح- أن الأمة جسد واحد إذا إشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
2- قيامه ببعض المور العملية مثل :
أ- الدعاء لإخوانه .
ب- التبرع .
المشاركة ودعم الفاعليات الجماعية المناصرة لقضايا الأمة ( ندوات – مؤتمرات ) توظيف شبكة المعلومات والفضائيات في التواصل والتفاعل مع قضايا الأمة .
بناء القيم المستهدفة وتأصيلها وإكسابها للطالب عن طريق تغيير سلوكه وإكسابه مفاهيم وتعديل اتجاهاته
إن النتيجة الطبيعية للنجاح في المرحلة الأولى ( توثيق العلاقة ) هي السعي للتأثير الاجابى في الطالب وذلك عن طريق :-
1- إكسابه المفاهيم :-
قد يحتاج الطالب إلى بعض المعلومات والمعارف والتي تساعده في الارتقاء بنفسه
سواء على المستوى الايمانى أو العملي، وهذا الأمر لا يحتاج إلى مجهود كبير ووسائله سهلة
ومتعددة ولكن المهم هو عدم إرهاق الطالب بالعديد من المعارف التي لا يحتاجها ولكن المهم
هو التركيز على القيم المستهدفة وخدمتها بالمعارف التي يتم إكسابها للطالب .
2- تعديل الاتجاهات :-
لكل شخص قناعات معينة تراكمت أو تكونت على مسار حياته بناء على الظروف المحيطة به من حيث البيئة التي نشأ فيها وأسلوب التربية الذي تلقاه، ونهتم هنا بتعديل القناعات السلبية ومعالجتها مع مراعاة أن الأساس هنا هو مخاطبة الوجدان والمشاعر فليت المشكلة معرفية ولكن المشكلة تتعلق بالوجدان، والسبيل الأساسي في تعديل هذه الاتجاهات هو الطرق على الجانب الوجداني وذلك عن طريق التأصيل الشرعي أو ضرب الأمثلة أو عرض تجارب السابقين .
3- تغير السلوك :-
لكل شخص بعض السلوكيات الايجابية وأخرى سلبية ونعنى هنا في هذه المرحلة بملاحظة واكتشاف السلوكيات السلبية والسيئة في الطالب أو المجتمع المدرسي وتغييرها تدريجيا حتى يصل به إلى المستوى المطلوب من السلوكيات الايجابية الأساسية والتي نأمل توافرها في الشخص أو الفرد المعنى بالمشاركة في بناء المجتمع المنشود، وتختلف هذه السلوكيات في المدعو وخصائصه وصفاته والمهم هنا هو التركيز على السلوكيات الظاهرة الأساسية والقادمة وعدم الانشغال بالسلوكيات البسيطة والتي قد تتطلب وقتا ومجهوداً كبيرا في تغييرها.
أهمية بناء القيم في الطالب :-
من المهم هنا أن نعيد إلى الذهان الهدف الأساسي من تكوين شبكة العلاقة (الدائرة الإجتماعية ( الربط العام ) ) هو مشاركة هذه الدائرة في عملية بناء المجتمع المنشود، ونرى هنا أن هذه المشاركة تقوم بصفه أساسية على جهود أفراد، وبالتالي فإنه من المهم أن نعتني عناية شديدة بتكوين أو محاولة بناء - شخصية صالحة تفيد نفسها ومجتمعها الصورة المأمولة .
لذا نخلص إلى أهمية زرع وتأصيل بعض من القيم والتي بإكسابها أو التأكد من توافرها في الطالب نطمئن إلى أنه سوف يقوم بالدور المرجو منه للمشاركة في عملية إخراج المجتمع المنشود .
ولنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فإن أول خطوة خطاها صلى الله عليه وسلم بناء المجتمع المسلم هو زرع وتأصيل العديد من القيم والتي في حالة توافرها اطمئن صلى الله عليه وسلم من توافر العناصر الأساسية لقيام دولة إسلامية راسخة الأركان فعنايته صلى الله عليه وسلم بزرع وتأصيل روح الأخوة والترابط بين المهاجرين والأنصار وتشجيع الصحابة على بناء كيان اقتصادي بكافة جوانبه من حيث الإتقان في العمل وجودة الأداء وعرضه صلى الله عليه وسلم والاهتمام بالعلاقات الأسرية و أهمية تكوين أسرة مسلمة مع الحرص على تربية الأبناء التربية الصحيحة .
كل هذه الأمثلة والتي على سبيل المثال لا الحصر توضح لنا أهمية العناية أولاً بغرس وتأصيل العديد من القيم في الطالب وذلك حتى يستطيع القيام بدور في بناء وإصلاح المجتمع السلم .
ولنضرب مثالاً البناية المتهالكة والذي يريد صاحبها ترميمها مرة أخرى فإنه قبل أن يشرع في استخدامها أو الاستنفاع بها فيبدأ أولا بالاهتمام بالأساسات وترميمها ويحرص على أن لا يترك عمودا واحدا دون ان يشرع في ترميمه ثم ينتقل إلى ما بعد ذلك من التشطيبات وتجهيزات أخرى، فنراه لايهتم بالتشطيبات الخارجية دون الاهتمام بالترميمات الأساسية أولاً.
وهذا ما نعنيه بالاهتمام بالقيم والسلوكيات الأساسية والتي من المهم إكسابها للمدعو حتى يستطيع القيام بالدور المطلوب منه .
· مراحل اكتساب القيم :-
1- مرحلة تحضيرية :
أ- رفع واقع القيمة لدعوة الطالب من حيث المظاهر السلبية والإيجابية .
ب- تحديد مظاهر النجاح المناسبة للطالب
2- مرحلة تغيرية :
أ- إثارة الرغبة الإيجابية :-
من المهم جداً قبل البدأ في إكساب الطألب أي قيمة إثارة الوازع الداخلي في الطالب وزيادة قناعته بأهمية وإمكانية إكتساب هذه القيمة، وعندما يتولد في داخل نفس المدعو التلهف لمعرفة أي شئ عن هذه القيمة أو محاولة اكتسابها نكون قد نجحنا في إثارة رغبته وتكون هذه الإثارة والتشويق عن طريق : السؤال غير المباشر أو عرض النتائج الإيجابية والمبهرة، أو التحفيز بالتأصيل الشرعي بيان الأجر والثواب .
التعريف بمضمون القيمة وتأصيلها :-
عندما يصل الطالب إلى درجة الشوق والتلهف لمعرفة هذه القيمة وكيفية اكتسابها نبادر بتعريفه بمضمون القيمة ومن المهم الاهتمام بالتأصيل الشرعي لها، كما يجب مراعاة ضرب الأمثلة وعرض صور ايجابية واقعية حاضرة أو سابقة لهذه القيمة ونتيجة اكتسابها ويتم التركيز هنا على مخاطبة القلب والوجدان والعقل حتى نطمئن على تشبع المدعو بهذه القيمة وترسيخها لديه .
ب- التطبيق العملي للقيمة :-
النتيجة الإيجابية لتعريف الطالب بالقيمة وتشبعه هي أن يمارسها بصورة عملية ويجب أن يكون ذلك بمشاركة وتوجيه الداعي وأن نوجهه وهو يمارس هذه القيمة بصورة عملية حتى تستطيع أن تقوّمه وتوجهه فهو الآن مازال في بداية الأمر ونستطيع توجيهه وتقويمه ولا تستعجل نضوج الثمار ولكن تركها وإفساح المجال لها كي تأخذ حقها (الوقت جزء من العلاج ) .
3- مرحلة تقيمية :
أ- قياس الأثر : من المهم عمل محطات للوقوف على مدى إقتراب المدعو من تحقيق مظاهر النجاح المستهدفة له من حيث التخلي عن المظاهر السلبية والتحلي بالمظاهر الإيجابية .
· وسائل إكساب القيم :-
1- القدوة العملية .
2- الترغيب الفطري (التأصيل الشرعي - عرض الصور الإيجابية الواقعية )
3- الترهيب ( بيان عاقبة التخلي من الشرع والتاريخ )
4- التوجيه العملي .
5- دعم المظاهر الايجابية للقيم المستهدفة في شخصيته وإنمائها .
6- توجيهه إلى مناخات جماعية تساعده على اكتساب القيمة .
· شروط إكساب القيم :-
من المهم حتى يستطيع المدعو أن يكتسب أي قيمه أن تتوافر أربع شروط في هذه العملية :
1- الرغبة :
فكما ذكرنا بدون وجود الدافع الداخلي لدى الطالب بالتغيير إلى الأفضل فلن تستطيع إحداث أي تغيير لديه .
2- المناخ :
من العوامل المؤثرة جداً في عملية إكساب القيم توافر مناخ وبيئة مناسبة تساعد الطالب على اكتساب هذه القيم ومن المهم هنا توفير هذه المناخات للطالب وتوجيهه إليها وإرشاده إليها حتى تساعده على التشبع بهذه القيم .(توضيح أمثلة عن المناخات وأنواعها)
3- التدرج :
أن سنة الله عز وجل في تشريعه وفي كونه التدرج فمن المهم أن نراعي هذا التدرج في عملية إكساب القيم
ولا تستعجل النتائج الايجابية الفورية والتي قد تعود على الطالب بالسلب لأنه لم يتشبع بعد بالقيمة فحتى لو تطلب الأمر منا وقتا كبيراً فلا نستعجل ولابد أن نراعي التدرج والمرحلية .
4- الاستمرار :
مداومة بتوجيهه والاتصال الفعال بالطالب ومراعاة تمسكه بالقيمة وتشبعه بها وممارسته لها بالصورة السليمة من الأمور المهمة والتي تساعد الطالب
على الارتقاء نحو الأفضل دائماً .
· القيم المستهدفة :- أولاً : القيم الإيمانية المتصلة بعلاقة الطالب بربه :-
من المهم جداً الاهتمام بالقيم الإيمانية والتي هي المحرك والدافع الأساسي للطالب لاستكمال باقي القيم، فعندما نصل بالطالب إلى المستوى الذي يجعله يراقب الله عز وجل في السر والعلن في كل حركاته وسكناته ويستشعر معية الله عز وجل نرى المردود الإيجابي الملازم لهذه العلاقة القوية بينه وبين ربه والذي يتمثل في الحرص على استكمال جوانب النقص والتقصير الموجودة فيه.
- " إن أول ما نهتم به في دعوتنا ، وأهم ما نعول عليها في نمائها وظهورها وانتشارها هذه اليقظة الروحية المرتجلة فنحن نريد أول ما نريد يقظة الروح ، حياة القلوب صحوة حقيقية في الوجدان والمشاعر ، نحن نريد نفوساً حية قوية فتية ، قلوبا جديدة خفاقة مشاعر غيورة ملتهبة متأججة أرواحاً طموحة متطلعة متوئبة تتخيل مثلا عليا وأهدافاً سامية لتسمو نحوها وتتطلع إليها ثم تصل إليها " دعوتنا في طور جديد
ونضرب مثالاً للقيم الإيمانية :-
الصلاة
بر الوالدين
1- حب الله وخشيته والخوف من معصيته .
2- الرضا والتسليم بقيم الإسلام وأحكامه كمرجعية والاحتكام إليه في كل شئون الحياة .
3- تأدية العبادات الأساسية التي يبنى عليها صحة الإسلام .
ثانياً: القيم الأساسية للشخصية الإنسانية :-
- " أن الرجل سر حياة الأمم ونهضتها ، وأن تاريخ الأمم جميعاً أنما هي تاريخ من ظهر من الرجال النابغين الأقوياء النفوس والإرادات وأن قوة الأمم أو ضعفها أنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوافر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة " رسالة
لذا نخلص علي اهمية القيم الاساسية ودورها في النهوض بالامة واصلاح المجتمع .
لكل شخصية صفات وسمات تميزه وقد نجد من بينها العديد من السمات الأساسية الإيجابية والمهم هنا هو توجيه هذه السمات الأساسية واستكمالها وإبراز الجوانب الإيجابية فيها وربطها بالجانب الإيماني وتأصيلها حتى يكون الدافع والمحرك الأساسي لهذه السمات هو الدافع الإيماني، ونضرب أيضاً مثالاً للقيم الأساسية بـ :-
1. الإتقان.
2- الحرص على الوقت .
3- الصدق .
4- الأمانة .
5 - الحياء
6- الكرم .
ثالثاً : القيم المتصلة بعلاقة المدعو مع المجتمع :- [التوظيف]
ان من عوامل واسباب هلاك الامم ترك والتخلي عن شرع الله واحكامه وحلول بعض السنن بالأمة منها :
أ- ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد حذر الرسول ص من ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجاب لكم "
ب كثرة الذنوب والمعاصي : والامة تهلك بذنوبها وان كانت قوية " فاهلكناهم بذنوبهم وانشأنا من بعدهم قرنا آخرين " الانعام 6 " فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق .
من الطبيعي أنه طالما نهدف إلى مشاركة الطالب في عملية إصلاح المجتمع المسلم فمن الضروري توافر القيم والسلوكيات التي تدعم علاقة المدعو بالمجتمع المحيط به ودعمها وتأصيلها لديه حتى يستطيع القيام بهذا الدور على أكمل وجه فلنتخيل شخص ما توافرت لديه القيم الإيمانية السابقة وكذلك القيم الأساسية ولكن علاقته بالمجتمع علاقة ضعيفة فلن يكون له تأثير فاعل وبالتالي فمن المهم الاهتمام بهذه القيم والمتمثلة في :-
1- حب الإصلاح ونصرة الدين
2- الإيجابية والمبادرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . .
3- فعل الخير والتكامل و إيثار المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .
4 . حقوق الجار .
5- العدل .
أولاً : القيم الإيمانية المتصلة بعلاقة الطالب بربه :-
1- حب الله وخشيته وال
وإن للمحبة جهات ومناحي نود تأصيلها في الطالب وكلها لله سبحانه وفي الله سبحانه مثل
1- استشعار محبة الله عز وجل له وشواهد هذه المحبة من نعم ورحمات على العباد ولمن تجب هذه المحبة "إن الله يحب التوابين ... إن الله يحب المقسطين ...... إن الله يحب المتطهرين .... إن الله يحب الذين يجاهدون في سبيله صفاً ........."
2- أهمية حب الله وخشيته والخوف من معصيته وكيف أن حبه لله عز وجل يولد لديه الإحساس المرهف تجاه ربه عز وجل وأن يتحرى ألا يقع فيما يغضبه .
3- فضل حب الله عز وجل وأثر هذه المحبة على الطالب في حياته تجاه نفسه والمجتمع "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بمثل ما أنا افترضه عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه " رواه البخاري
4- كيف ينمي الطالب علاقته بربه حتى يحبه الله عز وجل فإن يكون أحب إليه من كل شئ وما هي علامات حب الله عز وجل مثل :- أ – أحب ما يحبه الله وأبغض ما يبغضه الله .
أ- ذكر الله وقراءة القرآن ومن الذكر أدعية اليوم والليلة وأدعية الأحوال .
ب- مراقبة الله عز وجل خيفته وذلك في السراء والضراء .
ت- شكر الله على نعمه ورحماته وذلك بأداء حقها .
ث- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب .
ج- التوبة والإقلاع عن المعاصي .
· وسائل إكساب الطالب محبة الله وخشيته :-
1- دعم الطالب بالعروض التقدمية والافلام والكتيبات والمطويات والإسطونات التي تتعرض لموضوع محبة الله للعبد ومحبة العبد لله ، فضل الذكر والأذكار ، الإعجاز العلمي في القرآن .
2- توظيف المشاهد والأحداث اليومية في خدمة القيمة :-
أ- موقف الامتحان يذكره بالوقوف بين يدي الله عز وجل .
ب- مقابلة مسئول تذكره بمقام الله عز وجل .
ت- التفكر في كون الله واستشعار قدرته .
ث- النظر إلى أصحاب المعاصي وشكر الله على الهداية
3- الحرص على أذكار الأحوال وأدعية اليوم والليلة ( الداعي قدوة له ويمارس ذلك بصورة عملية )
4- زيارة المستشفيات واستشعار نعمة الله عز وجل وفضله وشكره على هذه النعم .
5- الحرص على مراقبة الله في كل التصرفات وخشية الوقوع في المعصية .
6- من الوسائل العملية والفعالة هي لفت انتباه الطالب لهذه القيمة بالقدوة العملية .
مظاهر وأثر اكتساب محبة لله وخشيته على الطالب
1) ان يجتهد في المحافظة على الفرائض والاجتهاد في النوافل قدر المستطاع .
2) أن يراقب الله عز وجل في تصرفاته وأن يحرص على ألا يغضب الله .
3) ان يقتنع بأهمية اللجوء إلى حول الله وقوته وذلك بالدعاء والتوكل عليه .
4) ان يبادر بالاستغفار وأن يجتهد في الإقلاع عن المعاصي .
5) ان يعي اهمية الرضا والتسليم بقدر الله عز وجل والإطمئنان إليه .
2- الرضا والتسليم بقيم الإسلام وأحكامه وأعرافه كمرجعيه والاحتكام إليه في كل شئون الحياة :
من المؤكد أنه إذا قويت الصلة بين المدعو وبين الله عز وجل وكان أساسها حب الله وخشيته وتعظيم قدره ومراقبته في كل الأماكن فإن النتيجة الطبيعية لهذه العلاقة المميزة هي مراعاة المدعو أن لا يغضب الله عز وجل في كل تصرفاته وحركاته وأن يحتكم إلى لشريعة الله وأن يتحرى أوامره ويجتنب ما نهى الله عنها وهنا يجب أن نؤكد على الأتي :
أ- توحيد الله عز وجل ومعنى توحيد الألوهية هو أن " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "
وأن الله المشرع وأن الحاكميه لله وحده على خلقيه فمن ارتضى شرع غير شرع الله فقد أشرك مع الله أحد وكل فرد يسأل يوم القيامة عن دوره في إقامة شريعة الله " لتنقصن عرى الإسلام عروة عروة أولها الحكم وأخرها الصلاة " ويرفع عن الفرد أثم عدم تطبيق شرع الله سعيه في إتمام شريعة الله في نفسه وبيته والدعوة إلى إقامتها في المجتمع .
· مظاهر اكتساب المدعو هذه القيمة :-
1. أن يحتكم في تصرفاته وأحواله للشرع وليتحرى السؤال عن حكم الشرع فيها .
2. أن يعتز بإسلامه ويحرص على المظاهر الإسلامية قدر المستطاع ( حمل المصحف – الحجاب- الصلاة في المسجد )
3. أن يبادر بدعوة غيره للإحتكام إلى الشرع أو السؤال عن حكم الشرع في جميع نواحي الحياة .
4. ان يتبنى المنهج الاسلامي بشموله في حياته العملية
ثانياً: القيم الأساسية للشخصية الإنسانية :-
1- الإخلاص في العمل ( الإتقان) :
إن الأزمة أو الأزمات التي تعاني منها مجتمعاتنا في الحقيقة أزمة قلوب وضمائر ومهما جمعنا من أموال وأقمنا من مؤسسات دون أن يوجد الضمير وتصلح القلوب فلن تحل هذه الأزمات ولن يتحقق أي إصلاح ولن تجدي القوانين مهما كثرت أو إشتدت في تقويم الحال أو إنضباطه مالم يوجد الضمير بجانب القانون الرباني الذي شرعه الله احكم الحاكمين والعليم الخبير بخلقه لذا من القيم الأساسية التي سنتناولها مع الطالب هذه القيمة العظيمة وذلك بتناول الأتي :
1. توضيح مفهوم الاخلاص الإتقان و جوانبه وصوره
2. بيان أهمية الإخلاص وعواقب التخلي عنه على المستوى الفرد والبيت والمجتمع وكيف أن الإخلاص من العوامل المهمة في نهضة الأمة وإصلاح المجتمع وكيف أن الإسلام نهى عن الغش وعدم أداء الأعمال كما ينغي .
3. فضل الإخلاص والثواب العظيم لمن يتقن في عمله وكيف أن الرسول حث عليه " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " رواه البيهقي وكيف أن الرسول بين أن من أدى العمل كما ينبغي وإجتهد فيه وأتقن في أداءه غفر الله له " من يأت كالا من عمل يده بات مغفورا له " رواه الطبراني " إن الله كتب على نفسه الإحسان ...." .
4. توضيح وبيان صور الإخلاص طبقا لظروف الطالب وطبيعته عمله فنحن نريد أن ننمي في شخصية الطالب الإخلاص في كل شئ في علاقته مع ربه وفي عباداته وفي معاملاته وفي عمله ومع أهله وبيته وفي الإرتقاء بنفسه ، مع التأكيد على الإخلاص في المهنه والعمل فنحن نريد المدرس المسلم المخلص في عمله والطالب المسلم الذي يعطي دراسته الإهتمام اللائق بها والطبيب المسلم الذي يراقب الله في عمله والمحامي المسلم الذي يتحرى الحق في دفاعه عن المتهمين والموظف المسلم الذي يؤدي وظيفته على الوجه الأكمل والحرفي المسلم الذي يتم عمله في الوقت الذي يحدده وبالجوده العالية وهكذا نريد المسلم المتفوق في عمله الجاد فيه الذي يؤدي ما عليه على أكمل وجه وفي أحسن صورة .
· ووسائلنا في ذلك :-
1- توضيح وبيان التأصيل الشرعي لأهمية الإخلاص في العمل والعبادة .
2- من المهم أن يكون المعلم أو المرشد قدوة للطالب في إتقانه في كل شئ وأن يمارس ذلك بصورة عملية
3- توجيه الطالب للتميز في مجال عمله بأن يحرص على الترقي والنمو بنفسه في تخصصه .
4- دعم الطالب بالمعينات السمعية والبصرية التي تساعده في ذلك مع التأكيد على فضل الإخلاص.
5- التأكيد على أن الإخلاص في العمل وسيلة من وسائل نشر الفضيلة وتوصيل دعوة الله عز وجل .
6- التأكيد على أهمية الإلتزام بالمواعيد في العمل وعدم الإخلال بالعقود .
7- التأكيد على خطورة التسويف وأهمية إنجاز الأعمال في وقتها .
8- إثارة رغبته بالتعبد إلى الله بإخلاص في كل عمل لأنه يقع على عين الله وسمعه قبل أن يقع من البشر بمكان تقول السيدة عائشة " أنا نطيب الدرهم والدينار لأنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد المسكين "
9- توظيف أحداث الهجمة الشرسة على الأمة ببيان أن دوره الأساسي هو الاخلاص والإتقان والتميز والتفوق في دراسته وعمله .
· مظاهر إكتسابه لقيمة الإخلاص:-
1- أن يحرص أن يؤدي عمله كما ينبغي ويحرص على الإلتزام بمواعيد العمل .
2- أن يهتم بتنمية نفسه في مجال تخصصه ويطور من نفسه .
3- أن يدعو غيره إلى الإتقان في العمل ويكون قدوة في ذلك .
4- أن يلتزم في أداء العبادات على الوجه الصحيح ويتحرى الإخلاص والاتقان في أداءها .
2- الحرص على الوقت :-
جعل الله للإستفادة منه " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " الفرقان 62
وأن أكثر ما يميز الوقت أنه يمضي سريعاً وأن ما مضى منه لا يعود ولا يعوض وأنه أنفس ما يملك الإنسان لذلك قيل " الوقت هو الحياة " لأذا يجب أن نؤكد على الأتي :
1. بيان طبيعة الوقت وخصائصه وأنه من نعم الله عز وجل علينا وتوضيح خصائصه من أنه يمضي سريعاً وأنه محدود وما مضى منه لا يمكن تعويضه وأنه أغلى ما يملكه المدعو " مامن يوم ينشق فجره إلا وينادي يابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود منى فإني لا أعود إلى يوم القيامة " – ( الوقت هو الحياة ) دقات قلب المرء قاتلة له إن الحياة دقائق وثواني .
2. أهمية الحرص على الوقت وخطورة إضاعته فيما لا يفيد وكيف أن أكثر ما يميز الأمم والحضارات حفاظها على أوقتها والحرص على الوقت ولقد وجهنا الله صلى الله عليه وسلم إلى قيمة الوقت وطريقة الإنتفاع به فيما ورد عنه في كثير من الأحاديث مشيراً إلى أن المؤمن بين مخافتين عاجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقى لا يدرى ما الله قاضٍ فيه فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لأخرته ومن الشبيبة قبل الهرم ومن الحياة قبل الموت ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يوسأل عن عمره فيما أفناه وعن ..... " رواه الترمذي ويقول الله عز وجل مبينا أنه جعل الوقت للإستفادة منه " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا "الفرقان 62
ويحذر الله من الغفلة وإضاعة الوقت " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " الأعراف 179
وكان مما يقال " من علامات مقت الله إضاعة الوقت " " الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " ويقول الحسن البصري " يابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك " " الليل والنهار مطينتان فإحسنوا السير عليهما إلى الأخرة "
3. بيان كيفية الإستفادة من الوقت وتنمية الحرص عليه وذلك :-
أ- ترك ما يضيع الوقت وذلك مثل الثرثرة مع الأصدقاء أو في التلفون ومتاهة التلفاز دون هدف والجلوس في الطرقات دون هدف وغيرها من مضيعات الوقت .
ب- صرف الوقت فيما يفيد وذلك في الرياضة أو القراءة أو تلاوة القرآن وسماع الأشرطة المفيدة أو صلة الأرحام وضرورة الأهتمام بالأوقات البينية وإستغلالها الإستغلال الأمثل .
ت- أن ينظم وقته بالصلاة ويرتب وقته ومواعيده على أوقات الصلاة "وصية الإمام البنا في الإستفادة من الوقت ".
ث- الإلتزام بالمواعيد وضبطها بأن ينظم حياته ولا يتركها تسير كما تشاء هي أو كما يشاء من حوله وأهمية أن يحدد أولوياته وأن يجعل وقت لراحته وأن يؤجل ما يستحق التأجيل وكيفية إدارة النفس .
ج- مراعة فرض كل وقت على حينه وكل وقت حق مثل :- عند الآذان ترديده وعند سماع القرآن الإنصات إليه وعند نزول الضيف إكرامه وعند السحر الإستغفار وعند فساد الزمان إصلاحه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعند نداء الله ياخيل الله أركبي الجهاد وعند دخول وقت الصلاة أداؤها وعند أداء العمل إتقانه
· ووسائلنا في ذلك :-
1- التأكيد على التأصيل الشرعي والذي يؤكد على أهمية الإهتمام بالوقت والحذر من تضيعه فيما لا يفيد
2- من المهم أن يحرص المعلم على وقت الطالب ويشعره بذلك حتى ينمي لديه الشعور بالحرص على الوقت وأن يلتزم بالمواعيد معه ويكون قدوة له في ذلك .
3- إهدائه بعض المعينات والوسائل السمعية والبصرية التي تبين أهمية الوقت وفضله وكيفية الحفاظ عليه وإدارة الوقت .
4- أن يشغل المعلم الطالب بدوره والغاية التي خلق من أجلها فيعظم الإستفادة من الوقت " أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وإنكم إلينا لا ترجعون "
5- أن يتعاون المعلم والطالب في أدارتهما لوقتيهما وتنظيم الوقت وتحديد الأولويات .
· ومن المظاهر التي تدل على أن الطالب حريصاً على وقته :-
1- أن يلتزم بمواعيده ويحرص على أن يكون محدداً في إعطاء الموعد .
2- أن يكون يومه منظما وليس عشوائياً مرتبط بمواعيد الصلاة .
3- أن يستفيد من الأوقات البينية ويحرص على الإستفادة منها .
4- أن ينصح غيره بالإهتمام بالوقت وأن يبدي أسفه لمن يضيع وقته .
3- الصدق :-
دعا الإسلام إلى الصدق وجعله فضيلة من فضائله وكان الإستمساك به في كل شأن وتحريه في كل قضية والمصير إليه في كل حكم دعامة ركينة في خلق المسلم الذي هو الدعامة الأساسية في إصلاح المجتمع لذا نؤكد هنا على الأتي :-
1. بيان مفهوم الصدق وصوره: من الصدق في القول والصدق في العقيدة والصدق في النية في أعمال القلوب والصدق في العمل .
2. أهمية الصدق وخطورة الكذب على الفرد والمجتمع: وكيفية أن السلف الصالح كانوا يتلاقون على الفضائل ويتعارفون بها وإن الأولى للمجتمع المسلم صدق الحديث ودقة الأداء وضبط الكلام وقد أمر الله بالصدق في قوله تعالى : "ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " التوبة 119
ويحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم " أربع عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " رواه البخاري وبغض الإسلام ونهى عن الكذب حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كان فيه خصله منها كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ..." رواه البخاري وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم " أيكون المؤمن جباناً قال نعم قيل له أيكون المؤمن بخيلا قال : نعم قيل له أيكون المؤمن كذابا ؟ قال لا " رواه مالك .
3. بيان فضل الصدق وأنه مناجاه للعبد: فالصدق ليس طريقا إلى رضوان الله سبحانه وعظيم مثوبته فحسب بل هو طريق النجاح في الحياة وهو الصراط المستقيم الذي يهل بصاحبه إلى التوفيق في سلوكه والرشاد في سعيه وهو بذلك طريق النجاة في الدنيا والأخرة وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " تحروا الصدق وإن رأيتم أن الهلكة فيه فإن فيه النجاة " أخرجه بن أبي الذنيا وبذلك يصبح الصدق في نظر المدعو سنه من سنن النجاح في الدنيا والفلاح يوم القيامة وقانوناً من قوانين الإيمان يعكس نظرة المدعو إلى الحياة ويقول الله عز وجل : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " الحجرات 15
4. بيان مجالات الصدق وأوجهه من حيث :
أ- الصدق في القول وإن يتحرى الطالب الصدق فيما يخبر وبذلك تسير مصالح الناس في مسارها الصحيح فالصدق في القول أساس سمو المجتمع وإرتقائه وأساس صلاح أحوال الفرد. " أيكون المؤمن كذابا؟قال لا"
ب- الصدق في العقيدة وينتظم في الصدق في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقضاء والقدر إيمانا لا يتطرق إليه الشك " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " الحجرات 15 .
ت- الصدق في النيه وهو إخلاص العمل لله فلا يرانى المدعو بعمله : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " البينة 5
وفي الحديث " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى " رواه البخاري ويقول بن القيم إن الله لا يقبل العمل إلا ما كان صادقا صوابا فالصدق إخلاص النيه لله
ث- الصدق في العمل وهو أداء الأعمال كما طلبها الله فتكاليف الله ألوان من البر يجب على المؤمن أن يصدق فيها بنفعها على الوجه المشروع .
كل هذه الأنواع من الصدق نربي عليها أنفسنا والطالب فإنها تهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة " هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم " المائدة 119 .
· ووسائلنا في ذلك :-
1- الطرق على التأصيل الشرعي والتأكيد عليه وإبراز عواقب الكذب وخطورته على الفرد والمجتمع .
2- تحري الصدق في معاملة الطالب وأن لا يقع المعلم في أفة الكذب وعدم الصدق في القول والعمل .
3- إهداء الطالب الوسائل السمعية والبصرية التي تحث على الصدق وتقبح من الكذب وتنهى عنه .
4- بيان الأمثلة العملية والتجارب العملية والقصص الواقعية التى تدلل أن الصدق منجاة .
5- بيان أن من عوامل نجاح الغرب أنه يلتزم بالصدق ويتعامل معه أنه قيمة من قيم التنمية وليس من وازع ديني .
· مظاهر إكتساب الطالب قيمة الصدق :-
1- أن يتحرى الصدق في تحوله وعمله ويحرص أن لا يقع في الكذب .
2- أن يستغفر الله عز وجل إذا وقع في الكذب ويقر بذنبه .
3- أن ينصح غيره بالصدق وينشر هذه القيمة .
4- الأمانة :-
إن الإسلام يرقب من معتنقه أن يكون ذا ضمير يقظ تصان به حقوق الله وحقوق الناس وتحرس به الأعمال من دواعي التفريط والأهمال والأمانة في نظر الإسلام واسعة الدلالة وهي ترمز إلى معاني شتى مناطها جميعا شعور المرء بتبعته في كل أمر يوكل إليه وبالتالي نؤكد مع المدعو الحقائق والمفاهيم الأتية :-
1- توضيح مفهوم الأمانة وحقيقتها وأنها صفة نفسية تملي على صاحبها سلوكا لا يتبدل إزاء كل ما يعهد إليه القيام به وكل ما يلتزم ويتحمل مسئوليته .
2- أهمية الأمانة وخطورة التخلي عنها وكيف أن الله عز وجل أمر بأداء الأمانة ونهى عن الخيانة " ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون " الأنفال 27 ويقول " فليؤد الذي أؤتمن أمانته وليتق الله ربه " البقرة 283 وإن من علامات إقتراب الساعة ضياع الأمانة فقد جاء رجل يسأل رسول الله : متى تقوم الساعة ؟ فقال له : " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " رواه البخاري ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام وحج وأعتمر وقال إني مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " رواه مسلم وعن أنس قال " ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال : لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن عهد له " رواه أحمد ويذكر الله من صفات المؤمنين " والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون " المعارج 32
3- بيان أوجه الأمانة المختلفة ومجالاتها وكيف إن الأمانة في كل شئ أمر ضروري وكيف أن معاني الأمانة تشمل :
أ- حرص المدعو على أداء واجبه كاملا في العمل الذي يناط به .
ب- ومن الأمانة ألا يستغل الطالب منصبه الذي عين فيه لجر منفعه إلي شخصه ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول " رواه أبو داود
ت- ومن معاني الأمانة أن ينظر الطالب إلى حواسه التي التي أنعم الله بها عليه وإلى المواهب التي خصه الله بها وإلى ماجي من أموال ولولا فيدرك أنها ودائع الله الغالية عنده فيجب أن يسخرها في قرباته وأن يستخدمها في مرضاته .
ث- ومن معاني الأمانة أن يحفظ الطالب حقوق المجالس التي يشارك فيها فلا يدع لسانه يفش أسرار ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم إلتفت فهو أمانة " رواه أبو داود
ج- وللعلاقة الزوجية في نظر الإسلام قداسة فيما يضمه البيت من شئون العشرة بين الرجل والمرأة فلا يطلع عليه أحد مهما كان قرب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها " رواه مسلم
ح- والودائع التي تدفع للطالب ليحفظها حينا ثم يردها إلى ذويها حين يطلبونها هي من الأمانات التي سوف يسأل عنها .
خ- ومن معاني الأمانة أن الله عز وجل استخلفنا في الأرض لإقامة شرعه " أنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا "
د- أمانة الحفاظ على المنافع العامة والحق العام .
كل هذه المعاني من الأمانات يجب أن نرسخها ونأصلها في شخصية المدعو لخطورتها جميعا وأهميتها في إصلاح المجتمع، كما أن الحديث الشريف " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته " رواه البخاري يدلل هذا الحديث عن أن كل مسئول عن أمر أو ولي أمر مجموعة من المسلمين مستأمن على هذه الرعية ولسوف يسأل عنها وعن أمانته وكيف أداها .
· ووسائلنا لتنتاول هذه القيمة هي :-
1- التأصيل الشرعي وتوضيح خطورة وعاقبة التخلي عن أداء الأمانات .
2- توضيح وبيان خطورة خيانة الأمانة من الواقع العملي وكيف أن لها دور كبير في إنتشار الفساد وهلاك الأمم .
3- دعم الطالب بالمعينات السمعية والبصرية التي تتناول أهمية الأمانة – أنواع الأمانة ومجالاتها .
4- من الضروري أن يكون المعلم قدوة للطالب في أداء الأمانة والحرص على أداء الأمانات .
· مظاهر اكتساب المدعو قيمة الأمانة :-
1- أن يحرص على أداء الأمانات إلى أصحابها في موعدها ومتى طلبت منه .
2- أن يؤدي عمله بإتقان وأن يفي بالعقود ويؤديها كما اتفق عليها .
3- أن لا ينقل أو يروي حديثا على لسان أحد دون أن يتحرى الدقة في النقل .
4- أن يراعي أمانات المجالس ولا يفش اسرارها
5- الكرم :-
أن البذل والإنفاق في سبيل الله هما سبيل نجاح أى فكرة والإسلام قد هئ له رجال ضحوا بأموالهم ففتحوا آفاق رحبة للبشرية عرفت الإسلام من خلالها .
لذا لأهمية هذه القيمة الكريمة سنتناول الأتي :-
1- مفهوم الكرم ومدى علاقته بالإيمان وكيف أن الإسلام دين يقوم على البذل والإنفاق ويضيع على الشح والإمساك وكذلك حبب إلى بنيه أن تكون نفوسهم سخية وأكفهم ندية هذا وجعله الرسول صلى الله عليه وسلم الكرم من الإيمان حيث قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه " .
2- أهمية الكرم وخطورة البخل وعاقبته وكيف أن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الأمر كل حسب طاقته وإمكانياته " لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسرا يسرا " الطلاق 7 وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم البخل وذلك في حديث " ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف ولدينه " رواه الترمذي خصلتان لا تجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق " رواه البخاري لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا " .
3- فضل الكرم وجزاء السفر وعن أبي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الأخر اللهم أعط ممسكا تلفا " ويحث الرسول صلى الله عليه وسلم على التهادي لجلب المحبة " تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء " رواه الترمذي ويقول الله عز وجل " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " البقرة 274
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أجود الناس بالخير من الريع المرسلة وأنه ما سئل قط فقال : لا وكذلك صحابته رضوان الله عليهم لم يعرفوا إلا العطاء .
4- بيان أبواب الكرم ومجالاته وصوره المتعدده مثل : إكرام الضيف ، إكرام الجار ، إكرام المسكين ، إكرام أهل بيته ، إكرام دين الله ودعوته والجهاد بالمال وفضله وبيان أن نهضة الأمه تقوم على نفوس جلبت على العطاء والبذل والتضحية .
· ووسائلنا في إكساب قيمة الكرم للمدعو :-
1- التأصيل الشرعي والأيات والأحاديث التي تحث على الكرم والبذل لها دور عظيم في إكساب هذه القيمة .
2- من المهم أن يكون المعلم قدوة في بذله وعطاءه وأن يبادر بهدية الطالب حتى يشعره بفضل الكرم وأهميته .
3- ضرب الأمثلة بالصحابة والتابعين في كرمهم وجودهم على الإسلام والمسلمين .
· مظاهر إكساب قيمة الكرم :-
1- أن يحب أن يسمع سيرة الرسول والصحابة وخاصة فيما يروى عن الكرم والبذل والعطاء .
2- أن يبادر بإعطاء المساكين والمحتاج عن طيب نفس وأن يحرص على أن تكون له صدقة خفية .
3- أن يكون جوادا كريما مع ضيوفه وجيرانه وأهل بيته ومن حوله .
4- أن يدعو غيره ويحثه على الكرم والبذل والعطاء .
الإخوة في الاسلام
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا " رواه البخاري من هذا المنطلق يتضح لنا أن التكافل في المجتمع الإسلامي ليس قاصرا على التكافل المادي فحسب ولكنه يقوم على التكافل المعنوي الروحي أولاً وهو أسمى صور التكافل ولا تجده في غير المجتمعات الإسلامية .
كما أن الإسلام يدعو أفراده بالعناية بالمصالح العامة للمجتمع وتقديمها على المصالح الشخصية لذا نؤكد في هذه القيمة على بعض المعاني والمفاهيم :
1- أهمية فعل الخير والتكافل وأن يكون المسلم في عون أخيه وأثر ذلك عليه وعلى المجتمع " ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه " رواه البخاري ومسلم
2- فضل فعل الخير ومساعدة الغير " أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن كسوت عورته أو أشبعت جوعته أو قضيت له حاجة " رواه الطبراني " وأمرك بالمعروف صدقة وإماطة الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك لدلو أخيك لك صدقة " رواه الترمذي "من نفس عن مؤمن كربه من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " رواه مسلم
3- توضيح أبواب فعل الخير وأن يكون المسلم نافعا لغيره " وتسمع الأصم وتهدي الأعمى وتدل المسئول على حاجته " رواه بن حبان
4- بيان أهمية المصالح العامة وتقديمها على المصالح الخاصة وأهمية الحفاظ على المال العام والحفاظ على نظافة المجتمع والبيئة التي يعيش فيها والسعي إلى تطويرها وذلك بالمساعدة في الأعمال الخدمية في كل المجالات الصحية والبيئة والحفاظ على القواعد العامة التي تحفظ المجتمع ( المرور – الحفاظ على البيئة ) " مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً " رواه البخاري والترمذي " اماطة الأذى عن الطريق صدقة "
· وسائل اكساب القيمة :-
1- بيان الثواب العظيم والأجر الكبير لمن يفعل الخير وذلك من القرآن والسنة
2- بيان فائدة ونتيجة الحفاظ على المال العام والممتلكات العامة وأثر ذلك على المجتمع .
3- ممارسة أعمال البر والأعمال الخدمية ممارسة عملية مع المدعو حتى يكتسب مهارات العمل الخدمي .
4- مساعدته ومساندته في أى محنة أو شده حتى يستشعر أثر فعل الخير وتقديم المعونه لإخوانه .
5- توجيهه للمناخات الإيجابية والتي تساعده وتنمي لديه حب الناس وحب فعل الخير .
6- إمداده ببعض الوسائل المرئية والمسموعة والتي تحث على فعل الخير وعلى أهمية التكافل وأهمية الحفاظ على المال العام .
7- توجيهه للمشاركة في الأعمال الخدمية عن طريق الجمعيات الخدمية وجمعيات البيئة ومشاركته في حملات التبرع بالدم ودعمها .
4- الأخوة الإسلامية العامة ومناصرة قضايا الأمة :-
أن دعائم قيام المجتمع وإصلاحه تتمثل في توافر أربع دعائم هي : الأخوة والمساوة والحرية والتكافل وسنتناول هنا دعامة الأخوة والتي تتمثل في قوة الترابط بين أفراد المجتمع والتي تجعل المجتمع وحدة متماسكة. كما تتمثل في قوة الترابط بين المجتمعات الإسلامية جميعها دون النظر إلى لون أو عرق وهذا أول ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة حيث كانت بداية المجتمع المسلم بدأ بعد بناء المسجد بالمؤاخاه بين المهاجرين والأنصار .
لذا فمن المهم في تناولنا لهذه القيمة العظيمة أن نركز على :
1- توضيح معنى الأخوة في الإسلام : " إنما المؤمنين أخوة " وكيف إجتمع سلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي مع إخوانهم العرب " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه مسلم
2- بيان أهمية الأخوة وأثرها الإيجابي على المجتمع وعاقبة التخلي عنها " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم ..." آل عمران 13
3- بيان فضل الأخوة والثواب العظيم والأجر الكبير لمن يحب اخوانه ويهتم بأمرهم ويكون في عونهم ولو بالدعاء " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منا " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله .... " متفق عليه
وعن ابن عباس رض الله عنهما قال " اوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عز وجل " صحيح الجامع
4- توضيح الوسائل والطرق التي توثق روابط الحب وتقضي على أسباب البغض "تهادوا تحابوا" " ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " ويقول الله " والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " التوبة 71
5- أهمية ووسائل الإهتمام بأمن المسلمين جميعاً ومتابعة أخبارهم والدعاء لهم ومساندتهم قدر المستطاع .
6- بيان الحقوق والواجبات التي يلتزم بها كل مسلم تجاه أخوة " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " متفق عليه وواجباته تجاه إخوانه المسلمين جميعهم وهكذا يرتفع المجتمع المسلم إلى درجة عالية من التضامن والتكامل والترابط فيعمل كل فرد على تفريج ضوائق أخيه ويقف منه موقف العون والمسانده لا موقف الحقد والشماته .
· وسائل إكساب القيمة :-
1- الحرص على الوصل إلى علاقة وثيقة ومترابطة مع المدعو أولا حتى يسهل اكسابه هذه القيمة .
2- ضرب أمثلة واقعية من السيمه أو من التاريخ لمجتمعات تحققت فيها هذه الرابطة القوية المتينة مثل المجتمع النبوي ( الإخاء بين المهاجرين والأنصار ) وأثر ذلك على الإسلام والمسلمين .
3- إزالة الفكرة القومية أو الوطنية إن وجدت والتأكيد على أهمية الأخوة الإسلامية العامة مع التأكيد على أهمية الإنتماء للوطن وأن ذلك لا يتنافي مع الأخوة الإسلامية .
4- متابعة بأخبار المسلمين على مستوى العالم والحرص على أن يكتسب الشعور بأهمية معرفة أخبارهم والإهتمام بهم .
5- أهدائة بعض الوسائل المسموعة والمرئية والتي تبين أهمية الأخوة ونصرتها وأهمية الإهتمام بأمر المسلمين ونصرتهم .
6- دفعه لمناصرة قضايا الأمة بالقيام بأدوار عملية .
· المظاهر :
1- أن يقتنع بضرورة الأتي لنصرة قضايا الأمة :-
أ- التمسك بالهوية الثقافية والإسلامية في مواجهة ثقافة تقليد الغرب
ت- أهمية الإلتزام الخلقي في مواجهة الإنحلال من أجل نصرة الأمة .
ث- الإتقان والتفوق في الحياة العملية لسبيل نصرة الأمة .
ج- أن العودة إلى الله والإلتزام بشرعة أساس لنصرة الأمة .
ح- أن الأمة جسد واحد إذا إشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
2- قيامه ببعض المور العملية مثل :
أ- الدعاء لإخوانه .
ب- التبرع .
المشاركة ودعم الفاعليات الجماعية المناصرة لقضايا الأمة ( ندوات – مؤتمرات ) توظيف شبكة المعلومات والفضائيات في التواصل والتفاعل مع قضايا الأمة .